الحلقة السادسة

الحلقة السادسة

Hosted on Acast. See acast.com/privacy for more information.

نص الحلقة

الحلقة السادسة

كيف نعيد إنتاج كون كونا فيه انسان هزمناه روحيا؟ جوفناه عقليا؟ جوفناه انسانيا؟ 

" كلما هُزم الإنسان العادي وتم إخراجه من العملية السياسية، وعدم تكوينه كفاعل تاريخي قادر على اتخاذ القرارات من أجل تغيير الأسس اللي بتعيد إنتاج حياته، بنلاقي انه الامور رح تسوء من أسوأ لأسوأ".

وخدمة القرض وإنتاج الديون الدولة هو عامل إيجابي طالما كان عامل اجتماعي وانتاجي ليس عامل خاص كما عندنا في الدول العربية لأنه هنا الدولة تقترض لطبقة تحكم. 

بمجرد ما تفتح سوق التجارة وسوق النقد وانت صناعاتك ضعيفة مقارنة بغيرها يُقضى علينا وهذا ما جرى بطبيعة الحال.

أهلا بكم في الجزء السادس والأخير من هذا البودكاست الذي نتحاور خلاله مع المفكر الاقتصادي على القادري

في هذا الجزء سنتطرق إلى ثنائية الثروة والقوة العسكرية التي أتاحت للولايات المتحدة أحكام هيمنتها على العالم، قبل أن نعود إلى تجربة الصين التي أستطاعت تأسيس قوتها الاقتصادية عبر انتهاج سياسات وطنية سيادية تقوم على التحكم برأس المال، وسبب فشل دولنا العربية في اللحاق بركب الصين وتأسيس عملية تنمية ذات جدوى.

كما سنعرج على تجربة صعود دول أميركا اللاتينية في العقد الأول من القرن الحالي، في ظل حكوماتها الاشتراكية الوطنية، ثم انتكاسة تلك التجربة والأسباب التي قادت إلى هذه النتيجة. 


يعتمد بقاء واستمرار الهيمنة الكونية الأميركية على عوامل متعددة  ومتشابكة، لكن أهمها يتجلى في ثنائية الثروة والقوة العسكرية. وإذا ما جئنا إلى المفاضلة، فإن القوة العسكرية تأتي تالياً بعد الثروة، والتي تتمثل رمزيتها بالدولار. فالمال يشتري السلطة والنفوذ، خاصةً بالنسبة إلى الدولة التي تصدّر العملة الأكثر رواجاً في العالم.

 فالأمريكان هما بطبيعة الحال مالكي الكون، من هنا... خذ مثلًا على سبيل المثال أزمة 2007-2008 التي كانت أكبر أزمة في تاريخ الإنسانية، ماذا حصل؟ كيف قدرت أمريكا أن تمول كل العجز المصرفي الذي كان موجودًا في ذلك الوقت والذي يُحسب بترليونات الدولارات؟ وإذا حسبنا أنه Cdos الكفالات والتأمينات المتعددة التي.... كل هذه التأمينات سنة 2007-2008 لدينا أزمة اقتصادية مهولة تُقدر خسائر المصارف فيها وشركات التأمين بترليونات الدولارات.

 ما أود أن أقوله هو أن لكان لدى السلطة الامريكية سلطة إصدار نقد في لحظة من اللحظات تساوي تليونات الدولارات من دون أن يهتز الدولار. بالعكس، الدولار.... الدولار لم يخسر القيمة، كل عملات العالم خست القيمة والدولار ارتفع بالقيمة رغم هذه المديونية التي كانت خيالية في ذلك الوقت. وهذه القدرة المالية مستمدة من قدرة حقيقية ليست فقط قدرة ناتجة عن القدرة العسكرية.

 القدرة العسكرية ثانوية لقدرتها الأيديولوجية أي لقدرتها لتطبيع أو زرع في نفوس العالم أو تدخيل في وعي الكرة الأرضية ككل أننا نحن الوحيدين الذين يستطيعون أن يولدوا المنتوج النقدي الدولي، وأنتم عليكم أن تحترموا هذه الرمزية التي أعطيناها لأنفسنا، لأننا عنا القدرة ليست القدرة العسكرية فقط إنما القدرة الأيديولوجية على إنتاج كل ما هو من تركيبات تفكيركم أم ما تصدقون به أو ما تؤمنون به. يعني هم ينتجون المعرفة أو قدرة إيمان الناس بما هم عليه، فهذه هي الحالة التي نتكلم عنها.

الحجم الهائل للقوة والنفوذ الأميركيين كان كفيلاً بإرضاخ كافة اقتصادات الدول وجعلها تابعة لا يمكن لها أن تحيا ما لم تدر في فلك الولايات المتحدة. لكن عدداً محدوداً من الدول، وفي مقدمتها الصين، استطاعت أن تكسر هذه الحلقة المغلقة وتؤسس اقتصادات وطنية أثبتت قدرة على النمو والمنافسة وأصبحت نموذجاً بديلاً تتطلع إليه الكثير من دول العالم الثالث.

 النموذج الصيني اللي عم نشوفه هلق هو نموذج الدول، طريقة ترتيب الظرف الدولي لما كان في اتحاد سوفييتي. هيدا اللي عم نشوفه. لأنه كان في نوع من السيادية، نوع من حماية حساب رأس المال، وحماية الحساب التجاري. هلق ما عاد فيه لا حماية رأس مال ولا حماية مال، فلما انفتحت الامور القوة الأكبر بيصير في نوع من التماذج والسيولة، وهالسيولة هاي بتعطي القوة للأقوى، للفريق الأقوى، والفريق الأقوى ليس أقوى بجواز سفره.

 الفئات الحاكمة عنا ليست وطنية اقتصاديًا على صعيد إنتاج القيمة. الباسبور لا يعطي الوطنية، أو اللهجة لا تعطي الوطنية اقتصاديًا. في علاقة اقتصادية، علاقة طبقية، اجتماعية بتعيد إنتاج القيمة والثراء من خلال ارتباطاتها بالغرب. مستحيل أي واحد في ظل اقتصاد مفتوح إنه يقدر ينمي وطنه من دون ما ينمي رأس ماله في الخارج. الخارج صار هو محدد وجوده، لم يعد الداخل. فبتصير عمليته مع الداخل، عملية الإنتاج كلها بالداخل بتصير عملية اضرب واهرب. خذ بأسرع وقت ممكن لأنه هذا الكيان ممكن ينهار في أي وقت.

 أزمة اليسار وأزمة البديل في العالم وين ما كان. لا يمكن... نحنا حكينا قبل إنه عن النموذج الصيني ونجاح النموذج الصيني وتوطين المعرفة، فإذا رجعنا وقلنا إنه النموذج الصيني سبب نجاحه الرئيسي هو القدرة السيادية للصين. القدرة السيادية هي سيادة على عملية التحول الاجتماعي والتحول الاقتصادي، وعملية التحول الاقتصادي بالذات هي عملية حماية للثروة بظاهرها النقدي. يعني أول عمود فقري لعملية البناء الاقتصادي بتكون التحكم بحساب رأس المال. 

وتبقى كلمة السر في نجاح التجربة الصينية هي: السيادة والتحكم بحساب رأس المال. وهي الوصفة التي لم تتمكن دولنا العربية من إدخالها موضع التنفيذ ولو بالحدود الدنيا، حتى تلك التي شهدت ثورات ما يسمى الربيع العربي.. 

 إن التحكم بحساب رأس المال هو التحكم بالفساد، بنوقف الفساد بنوقف هذا، لأنه بيصير فيه فساد في الداخل لكن الفساد الخارجي بتقضي عليه من هون. فإذا أردنا أن نعرف ما هو السبب الرئيسي لصعود الصين، وهيدا موضوع في عليه إجماع بين اليمين واليسار، هو حساب رأس المال. الصين عندها سيادة على حساب رأس المال، وعلى إنتاجها النقدي في الداخل.

 طبعًا الحساب التجاري، هي عندها تفوق فيه بكل الصناعات اللي ممكن تعملها، فلذلك تفتح الحساب التجاري مع حساب التبادل التجاري. فإذا أخدنا أي دولة صغيرة بالعالم الثالث، كي تقدر أي تبني حماية لاقتصادها من خلال وقف تسريب الثروة الداخلية من خلال حساب رأس المال، هذا شيء شبه مستحيل في الوقت الحاضر. يعني حتى الاتحاد السوفييتي لما بدأ بال 1917 كان يُقال كيف يمكن لدولة كبرى أو لامبراطورية متخلفة بحجم الاتحاد السوفييتي يعني بحجم روسيا القيصرية أن تبني اشتراكية بما أن الاشتراكية لم تبدأ في الجوار الأوروبي. 


 فقدرة الصين على حماية ثروتها من خلال السياسات السيادية هذا عامل غير.... أي دولة في العالم صغيرة غير قادرة أن تبنيه. يعني مثلًا كان فيه ثورات عنا، نسميها ثورات في الدول العربية في هذا الخريف العربي، لكنها لم تأتي بشيء. في تونس مثلًا كان المسؤول التونسي لصندوق النقد هو رئيس البنك المركزي الثوري، يعني كيف واحد بيجي من صندوق النقد بيعمل رئيس المصرف المركزي؟ وفي مصر نفس الشيء، يعني إنت لم تُغيّر....

تجربة دول أميركا اللاتينية خلال العقد الأول من هذا القرن، ربما تقدم مثالا آخر على الأثر الإيجابي لانتهاج سياسات اقتصادية وطنية لا تنصاع للنموذج الليبرالي الذي تبشر به برامج البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، ويقوم على الخصخصة وتقليص دور الدولة في العملية الإنتاجية.

فعبر هذا العقد حققت الحكومات الاشتراكية في القارة اللاتينية نجاحات باهرة على صعيد النمو، لكن ذلك لم يلبث أن تلاشى، حيث أدى هبوط أسعار النفط لضرب الاقتصادات المعتمدة كليًا عليه وأبرزها اقتصادات البرازيل وفنزويلا والأرجنتين، وتقويض مكاسب التنمية فيها.

 أساس الثورة هو التحكم في الثروة، يعني إنت كيف بدك تعمل ثورة وما تتحكم بالثروة؟ فاللي صار حتى في أمريكا اللاتينية، الإجراءات اللي صارت سواء في البرازيل أو في فنزويلا أو في الاكوادور وحتى في الأرجنتين، اللا تلون بالديمقراطية الاجتماعية التي تتماشى مع متطلبات صندوق النقد بفتح شرايين الاقتصاد، اللي بيسميها ادواردو غوليانو الشرايين، شرايين الاقتصاد اللاتيني لمصلحة أمريكا لن تؤدي أبدًا إلى سياسات فعالة اجتماعيًا.


  بفنزويلا كان في عنا حيّز كويس جدًا ألا وهو الريع النفطي. الريع النفطي كان دائمًا يسد حاجات والاقتصاد الوطني لكن لم يُبنى فعلًا، وكان في برامج اجتماعية ناجحة جدًا ولذلك مادورو لم يسقط بعد عملية الانقلاب الأمريكية التي قاموا فيها. مادورو لم يسقط والسبب في هذا إنه الريع النفطي كان أداة لبناء عملية اجتماعية توزيعية قوية جدًا، لكن هذه ليست كافية. 


  نحن رأينا أن هناك تحول سلبي في الأكوادور، تحول سلبي في الأرجنتين، وتحول سلبي في البرازيل. وما هو مضمور لفنزويلا حرب أهلية، يعني تفكيك فنزويلا كما فُتت العراق وكما فُتت أي دولة من قبل. لكن الظروف التاريخية تغيرت قليلًا، أمريكا اليوم بسبب صعود الصين وتمدد روسيا بعض الشيء في سوريا ليست كما قبل. فنحن أمام منعطف تاريخي مهم، وطبعًا لا نقدر أن نستبق الأمور لكن إلى الآن ما هو متوخى أن يكون هناك تجذير للبرامج الاجتماعية التي قام بها تشافيز وما قام فيه تشافيز وما قام فيه مادورو هو إلى بعض الشيء نقل عن النموذج الكوبي.

اللافت أن كوبا تحديداً ظلت إلى اليوم في منأى عن التقلبات الاقتصادية الحادة والمتسارعة التي تشهدها أميركا اللاتينية. وهي بكل المقاييس، الدولة الوحيدة التي حافظت على الهوية الاشتراكية الصرفة في القارة.

 فلما يُحكى لماذا كان النموذج الكوبي هو النموذج الاشتراكي القادر على الاستمرار ما بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، يُقال أن مردود هذا أن الشعب الكوبي كان دائمًا هو العامل الرئيس في حماية مكاسبه. لم تُعط  له المكاسب من فوق فقط، إنما كان مشاركًا في صنع القرار، وكان كذلك مشاركًا في حماية مكاسبه.  فهو لن يتخلى عن المكاسب الاشتراكية، لن يتخلى عن ماء شرب الصحي، أو عن الكهرباء الدائمة أو عن الطبابة، كل هذا كان من جرّاء نضال الشعب الكوبي وحماية الشعب الكوبي لمكاسبه.

 وهذا النموذج، أن الشعب بعد ما يكسب شيء يحميه، لم يكن موجود في الدول الاشتراكية العربية، في اشتراكياتنا العربية. أُعطيت له من فوق ولم يُشارك الشعب من خلال هذه الأطر في حماية مكتسباته. فلما أتى السادات وكان يختزل مثلًا من لقمة عيش الشعب العربي المصري لم يكن هناك ردود فعل لأنه لم تكن هناك منظومات اجتماعية تلتحق بمكتسباتها بشكل تنظيمي وسياسي قادر على حماية هذه المكتسبات.

 بينما في كوبا هذا موجود! حتى في صياغة الدستور الآن في كوبا، نحن نرى أن الشعب قادر على ممارسة حقه في حماية مكتسباته، فهو لا يريد التخلي عن الاشتراكية في الدستور كعملية أساسية في إعادة إنتاج المجتمع الكوبي. وهذا الشكل من العلاقة السياسية الاجتماعية هو ما نقله تشافيز ومادورو إلى فنزويلا، وهذا هو السبب الرئيسي في استمرارية المنظومة الحالية في فنزويلا وإلا كان تفتت. ولكن المستقبل طبعًا مشوب بالمخاطر وأنا لا أقدر أن أتوخى ما يحدث هناك.

على الجانب الآخر من العالم، يواصل الغرب مساعيه لعزل روسيا، وريثة الاتحاد السوفيتي، والتي نهضت من تحت رماد الاتحاد المدمر كقوة تريد إحياء تراث تقاسم الهيمنة العالمية، لكن وفقا لقواعد مغايرة تمزج بين التماهي مع التقاليد الاقتصادية الغربية والحفاظ على الهوية القومية، مع توظيف الترسانة العسكرية، وبخاصة القدرة النووية، كرادع في وجه محاولات المساس بمصالحها.

  في روسيا، في عندك برجوازية محلية مش من مصلحتها إنه تكون مهمشة في أوروبا ومهمشة وكذا، يعني في عندك صناعات وطنية وعندك.... بعدين روسيا خبرتها من بعد السقطة الكبيرة اللي صارت بعد ال 90، إنت عم تتكلم عن مجتمع، عندما نتكلم عن المجتمع الروسي نحن نتكلم عن... أنا لي ورقة عن الموضوع عن التدني السكاني في روسيا وأسبابه فيما بعد سنة 1990 وبالذات تدني الإنجاب عن النساء. 

 كان هناك... يُقارن التدني اللي صار في روسيا سنة 1990 وما بعد، ونسب الانتحار ونسب التدني السكاني والمتوخى من حياة الإنسان في ذلك الوقت بما حدث وقت الحرب العالمية الأولى أو الثانية. يعني ما قاموا به في هذه الصدمة الاقتصادية التحريرية للاقتصاد الروسي كي يصبح اقتصادًا مثيلًا للاقتصاديات الأوروبي كان تدميرًا للبنية الاجتماعية ككل.

 روسيا خرجت من أزمة بسبب الطفرة النفطية، بسبب الصعود في أسعار النفط، ولا يمكن أن تقبل أن تعود وهي تمارس... فعلًا كما قال عنها تيلرسون قبل استقالته، قال أن روسيا تتعامل بزعرنة نووية. روسيا لديها في بعض التخمينات أو بعض التوقعات ضعف أعداد الرؤوس النووية الأمريكية. لبوتين كلمة أنهم يهددوننا لكننا مستعدون للصعود إلى الجنة، صار يتكلم كأنه استشهادي إسلامي. ف صار يستعمل التخويف العدمي للأمريكان، وكان رد تيلرسون على هذا أن بوتين يستعمل الزعرنة النووية.

 وهو فعلًا، وجوده في سوريا وضرب أمريكا.... هناك شيء آخر، هناك حدث آخر. فيه لما بيكون في دولتين نوويتين ويشتبكوا بالأسلحة العادية، الاشتباك فورًا يتحول لاشتباك نووي لأنه ولا أحد من الطرفين يثق إنه الآخر لن يضرب أولًا بالنووي. 

 لذلك، لما بيقولوا إنه عم يستعمل زعرنة نووية، كذلك الأمريكان! لا تنسى إنه لما الأمريكان بيقولوا نحنا بدنا نحط قوات في لسوانيا وفي دول البلطيق، فهم كذلك يتزعرنون نوويًا لأنه هذا يمنع القدرة الروسية على التدخل في هذه الدول لأنه أي تدخل بيكون تحرش نووي في أمريكا. فعمليًا روسيا لن تعود للخلف .. عندهم في الذاكرة لا زالت موجودة العملية الاقتصادية التدميرية التي قامت بها أمريكا.

مطولاً، كان المراقبون يرون أن عقلانية إدارات القوى الكبرى النووية أسست قاعدة تنص على تجنب المواجهة المباشرة. لكن إلى متى يمكن أن تصمد هذه القاعدة، بوجود قيصر جديد في الكرملين الروسي يلوح بالقدرة النووية ويتحدث بلغة تحدٍ انتحارية واستشهادية، وإمبراطور في البيت الأبيض الأميركي يهدد كوريا الشمالية ومن يشدّ على يدها من الصينيين والروس بالنار والغضب.. 

 فلما يُحكى إنه خطر الحرب النووية اليوم أكثر من خطر الحرب النووية في الحرب الباردة هذا صحيح! لأنه حرب الرأسمالية الرأسمالية أكثر شراسة من أي نوع من أنواع الحروب. والناس طبعًا في هذه الحروب، الناس العاديين، تُستعمل كوقود في هذه الحروب، لأنه بالأخير المستفيد الأكبر هم الطبقات..

 الشريحة المالية وخصوصًا الشريحة الإمبريالية الأمريكية المالية في إصدار سندات الخزينة ومديونية الدولة، هي تجد في النقد الكم الهائل من الأرباح المُنقدة التي لا تشتغل لديها فرصة لتشغيل هذا الفائض في سندات الخزينة الأمريكية. والحرب هي تورط الدولة في مديونية أعلى تُشغل هذا، وبنفس الوقت الحرب، كما قلت سابقًا، تُخفض عدد السكان بشكل حرفي وبشكل ارتدادي، من خلال السياسات التقشفية التي تتبعها الدول بعد الحروب. 

 فهي، إلى حد كبير، الحرب تُخفض من حصة القيمة، ما يُقال له بالقيمة الضرورية، أي حصة الأجور التي في الدورة الاقتصادية التاريخية تنتقل إلى العمال. ف يعني كل ما مات العامل بكير أو كل ما مات أكثر منهم أو ماتوا في زمن أبكر مما ممكن يعيشوه في ظل التطور التقني الموجود الىن في العالم كل ما كسب رأس المال لأنه بيكسب، لأنه ما بيدفع أجور لإلهم مدى الحياة، بتصير حياتهم أقصر.

 إنت بتُضعف السلطة العاملة، وبما إنه الحروب كذلك منوطة بعملية أيديولوجية تُفرق العامل عن العامل وتخلق مدى توسعي للسياسات الهوياتية التي تُفرق الناس عن بعضها. فكل ما ينتج عن الحرب كعملية إنتاج هو عملية ربح ربح للإمبريالية الرأسمالية. 

إلى هنا نكون وصلنا إلى ختام هذا الجزء وهذا البودكاست الذي حاورنا فيه المفكر الاقتصادي علي القادري.

شكراً لاستماعكم وإلى لقاء آخر مستقبلاً.